100 100 100

كيف تجرى لك عملية غسيل المخ وأنت لا تدري !!

اعلان
غسيل المخ اصطلاح يتردد استعماله كثيراً في السنوات الأخيرة بالرغم من أنه يحدث منذ أقدم المجتمعات البشرية 
ولكن كيف تتم عملية غسل الدماغ اليوم ؟؟
تابع معنا لتعرف أكثر ..


من أين أتى مصطلح غسيل المخ ؟

المسيحيّون هم أول من اكتشفوا  عملية غسيل المخ . استخدمه الكهنة لغسل دماغ من يتبعهم ليكون جاهزاً للاصغاء إلى أفكارهم والاقتناع بها .

و أيضاً هو أسلوب استخدمه المصريون القدماء وتم تطويره عبر التاريخ ..

ولكن أشهر من استخدمه هم الصينيون الشيوعيون في عام 1950 
عندما كان الصينيون يطبقون برنامج يسمى الإصلاح الفكري الشيوعي الصيني، حيث اعتقد الصينيون أن الأفراد الذين لم يتعلموا في مجتمع شيوعي لديهم أفكار برجوازية ويجب إعادة تعليمهم قبل أن يأخذوا مكانهم في المجتمع.

لقد استخدمت كلمة "غسيل مخ" لأول مرة بواسطة الصحفي الأمريكي ادوارد هنتر في ترجمته للكلمة الصينية "هسي تاو" المستخدمة للتعبير عن النظرية الصينية "إصلاح الفكر" أو إعادة التشكيل الأيديولوجي في مجال ال "سزو هسينج كاي تساو" أي برنامج التثقيف السياسي الذي يقوم أساساً على أن كل الناس الذين لم يُثقفوا في المجتمع الشيوعي لابد أن يكون لديهم اتجاهات ومعتقدات بورجوازية، ومن ثم يجب إعادة تثقيفهم قبل أن يحتلوا ماكنهم في المجتمع الشيوعي[1]

ومهما كان الوضع الذي طبق فيه توجيه الفكر الشيوعي فإنه يتكون من عنصريين أساسيين :
الاعتراف: وذلك بالكشف والتصريح عن كل شر ارتكب في الماضي والحاضر.
إعادة التعليم والتثقيف : أو بمعنى أدق إعادة تشكيل الفرد في الطابع الشيوعي الصحيح[2]

أسس عملية غسيل الدماغ :
عملية غسيل المخ وإن كانت قديمة , فإن أسسها العلمية لم تتضح إلا في أوائل الثلاثينات من القرن العشرين حيث بدأت الخطوة الأولى على مخ الحيوانات في معمل العالم الروسي الشهير بافلوف (1849-1936) [3]  ,
حيث قام بتجارب على الحيوانات ثم قام بعمل تجارب على الإنسان.
و بعد الثورة الروسية أدرك لينين فاعلية هذه الطريقة فاستخدمها للوصول إلى أهدافه.

إن مصطلح غسيل الدماغ لا معنى له من الناحية النفسية أو الجسدية فهناك مصطلحات أخرى مرادفات علمية أخرى أدق تعبيراً  استخدمت لنفس عمليات غسل الدماغ مثل :
- التحكم في الفكر ( الاصلاح الفكري)
- مصطلح (الاغتصاب العقلي)
- ومصطلح (الاصلاح الأيديولوجي)
- المذهبة 
- غرس العقائد 
- التحويل الفكري 
- الاقناع الخفي

إلا أن اصطلاح غسيل الدماغ هو أكثر شيوعاً
إن عمليات غسيل الدماغ تتميز بالتحويل الإجباري للمعتقدات السياسية وكذلك الفكرية والخلقية.

أطوار العقل الثلاثة التي استخدمها بافلوف في غسيل الدماغ :

فقد اكتشف بافلوف أن عملية غسيل المخ تتقدم على ثلاثة مراحل:
 – الأولى سماها ” مرحلة التكافؤ”
و فيها يكون رد فعل العقل متساوي لكل من “الإثارة الضعيفة” و “الإثارة الشديدة
 الثانية هي “مرحلة التناقض الظاهر” Paradoxical phase
و فيها كون رد فعل العقل شديد لأنواع الإثارة الضعيفة و ضعيف لأنواع الإثارة القوية .
 الثالثة هي مرحلة “ما فوق التناقض الظاهر” Ultra-paradoxical phase
و فيها يتقلب سلوك و رد فعل الشخص من إيجابي الى سلبي أو من سلبي إلى إيجابي .

و مع التطور من مرحلة إلى أخرى يتم استكمال عملية “التحول” conversion  و تتأكد سيطرة الذي يقوم بغسل مخ الضحية على ضحيته.

بالنسبة للإنسان ..
استندت عملية غسيل المخ على الحقيقة العلمية التي تقول : إن الانسان عندما يتعرض إلى ظروف قاهرة وصعبة تصبح خلايا مخه شبه مشلولة عن العمل والمقاومة .. بل قد تصبح عاجزة عن الاحتفاظ بما اختزنه من عادات .. لدرجة أن مقاومتها للأذى والتهديد الواقع عليها قد ينقلب إلى تقبل أشد واستسلام أسرع للإيحاء ولعادات جديدة أخرى وانعكاسات غريبة قد يتصادف حدوثها في تلك اللحظة

العوامل التي تؤدي الى غسيل المخ هي

1 - الصدمات النفسية المفاجئة

2 - التهديد المستمر

1 – المواقف الشديدة المرعبة كالمعارك الدامية والكوارث

2 – الارهاق العصبي المستمر كالسهر المتواصل أو النوم المتقطع

3 – الجوع والعطش الشديدين و الحرمان من الطعام

4 – الآلام الجسمية والنفسية الشديدة

5 – بعض الادوية

6 – ترديد كلمة أو صوت واحد لمدة طويلة يومياً

7 – الكشف عن أمور أو أسرار رهيبة

8 – استخدام المؤثرات الصوتية و الضوئية

9 – التغذية بكميات عالية من السكر

10 – استخدام البخور و الأدوية النباتات المخدرة

هذه العوامل تحفز أو تخدر أو ترهق خلايا المخ وتوصلها إلى الحافة الحرجة بحيث يصعب عليها أن تحتفظ بما تعلمته وبالتالي يتم غسل المخ وغرس ما يراد فيه .

أي أن عملية غسيل المخ تدل على

تطهير وطرد لعادات وأفكار وميول اكتسبها عقل الانسان في وقت مضى وإدخال أو غرس عادات وأفكار أخرى جديدة في ذلك العقل ( المغسول )

وهي عملية تتسلط على العقل الذي أصبح نظيفا ( ناصعاً ) ولقمة سائغة لحشوه بأية أفكار أو دعاية أو عقيدة


أمثلة من الواقع على غسيل المخ :

في الحياة العامة أمثلة كثيرة لغسيل المخ منها ما يتم بطريقة منظمة ومقصودة ومنها ما يتم بشكل عفوي ..

_ في الأزمنة القديمة ..
كان الرجل البدائي يدخل حلبة الرقص ويصرخ ويرقص على دقات الطبول ويصل إلى قمة التهيج العصبي الذي يوصله إلى حافة ( الغسيل ) حيث يصبح أكثر تقبلاً واستسلاماً لتعاليم رئيس قبيلته أو الكاهن ..
وهو نفس ما نجده في أيامنا هذه في بعض المجتمعات العربية .

_ في قاعات المحاكم يتم غسيل المخ بصورة عفوية ...
فقد ثبت أن بعض المتهمين وبالذات إذا كان من البسطاء أو محدودي الذكاء يصل إلى مرحلة شديدة من الاجهاد النفسي أثناء التحقيقات والاستجوابات تؤدي إلى غسل مخه وتقبله للاتهام واعترافه بالجريمة بالرغم من أنه بريء ويتم تنفيذ الحكم فيه .. ويذهب ضحية ذلك ( الغسيل ) أبرياء .

_ إعلانات الصحف والتليفزيون ..
هذا مثال مبسط لغسيل المخ وتحويل الافكار ..
صحيح أنها لا تستخدم العوامل السالف ذكرها لكنها بما فيها من إغراءات حسية ومعنوية متكررة تحفز وتؤثر على الجهاز العصبي للإنسان وعلى مشاعره وتنجح في كثير من الأحيان على تحويل ميوله أو تبديلها لمصلحة أصحاب الإعلانات  .

أساليب غسيل المخ

أولاً : استخدام الأساليب الكيميائية :
وتعرف المواد المستخدمة في ذلك بأدوية الحقيقة "Truth Drugs"
ومن أمثلة الأدوية ما يعرف باسم ثيوبنتون الصوديوم  Sodium Thiopentane  
وتأثيرها ليس كما نتوقعه فهي تجعل الأفراد في حالة دوخة ما بين النوم واليقظة وتشبه في تأثيرها الكحوليات ،
أما عن الأثر الفسيولوجي فهي تؤدي إلى إخماد نقاط الحراسة في المخ والتي تقع في ساق المخ والتكوينات الشبكية حيث ينقطع التنشيط عن القشرة المخية ، إلا ان البحث العلمي يثبت أن غسيل المخ بالطرق الكيميائية لا يصلح مع جميع الأفراد

ثانياً : الحرمان الحسي :
أجرت جامعة مونتريال عام 1951 عدة تجارب على المتطوعين لعمليات العزل والحرمان الحسي .
وفي تلك التجارب يعزل الفرد وحيداً في غرف مظلمة ومعزولة صوتياً مع ارتداء قفازات في اليد وموانع للسمع على الأذن ،
ويؤثر الحرمان الحسي على التكوينات الشبكية ومن ثم يتحكم في درجة الوعي فيؤدي إلى فقدان الشعور وتفكك وحدات عمل المخ
ويمكن أن تتنوع أساليب الحرمان الحسي :
*
حرمان المؤثر
*
نقص الإحساس
*
العزل الإدراكي
*
العزل الاجتماعي


ويمكن تلخيص الآثار النفسية للحرمان الحسي في

 *
تغيرات وجدانية سلبية تبدأ بالنشوة والاسترخاء
*
 بعد فترة من الزمن ليست طويلة يشعر الفرد بصعوبة في تركيز التفكير
 *
السرحان
 *
تناوب النوم مع اليقظة بصورة غير منتظمة
*
 الإثارة العصبية
*
 الملل والرتابة الذي يؤدي إلى الاكتئاب ثم دخول الفرد في أطوار الهذيان ثم الهلوسة

ويمكن تلخيص الآثار الفسيولوجية للحرمان الحسي

 *
إغلاق نشاط التكوينات الشبكية .
 *
تزداد ذبذبات دلتا وثيتا وهي تشير إلى حالة إخماد المخ .
*
 تنخفض قيمة استجابة الجلد الجلفانية كلما زادت فترة الحرمان الحسي .
 *
ارتفاع نسبة النورأدرينالين والأدرينالين في الدم .
 *
انخفاض وزن الجسم بشكل ملحوظ .


وقد تطورت المعرفة العلمية بحيث أن الإنسان يمكن أن يخضع لممارسة غسيل المخ بدون ضغوط وبدون أذى ويتم ذلك عن طريق

*
 الغمر الاجتماعي للفرد
خصوصاً في مرحلة المراهقة , لذلك فإن المكاتب الثقافية في الدول المختلفة تحاول بكل إصرار أن تغزو المخ العربي من خلال ترغيب الشباب وثقافتهم وتقديم المنح المجانية لهم .

 *
عن طريق وسائل الإعلام
فتكرار تقديم إعلان عن نوع معين من الملابس أو السلع يجعل الفرد يترك فكرته عن القديم ليبدأ في شراء ما يعلن عنه بطريقة جذابة

 *
استخدام الإقناع عن طريق دراسة مسبقة للأفكار والاتجاهات والقيم التي يدين بها الفرد وعلى أساسها يتم وضع برامج منظمة تهاجم تلك الأفكار بأسلوب منظم

غسيل المخ مثل ( النمل الأبيض ) ؟!
لا يقول لك بشكل مباشر : تجرد من ثقافة بيئتك وأهلك وناسك ..!
أترك دينك وأعراف مجتمعك .. وملتك ..!
ينخر في عقلك بداية من الأصغر إلى الأكبر  ...!
منهج علمي متكامل  ..!

-------------------------------------------------------
[1]صلاح نصر، الحرب النفسية، الجزء الثاني: معركة الكلمة والمعتقد، الفصل الثاني:اصطلاح جديد- غسيل المخ،ص30 
[2]المرجع السابق ص32 
[3]إيفان بافلوف : أستاذ علم وظائف الأعضاء الروسي , فقد اقترن اسم البروفيسور إيفان بافلوف بعملية غسيل المخ، نتيجة تجاربه المتقدمة على غرائز الحيوانات وسلوكها، وقد ركز بافلوف في أبحاثه عن "نظام الإشارات" وهو ما يقصد به الحس الغريزي الموجه الذي يصل مباشرة بين الحواس، وبين العقل. وانتهت الملاحظة الحاسمة من أبحاثه بتجارب على الحيوان والإنسان لإثبات نظريته "الفعل الشرطي المنعكس" (بالإنجليزية  Conditional Reflex) وتعني القيام بسلوك معين نتيجة لمؤثرات خارجية، مثل سيل اللعاب عند رؤية الطعام، أو عند حدوث أي أثر مقترن بالطعام. كما توصل بافلوف إلى أنه بتغيير بيئة الإنسان يمكن تغيير طبيعته الذاتية. والواقع أن أبحاث بافلوف كانت هي المشاعل التي أنارت الطريق أمام الشيوعيين للتوسع في عملية "غسيل المخ".


مصادر البحث :
------------------
1- صلاح نصر، الحرب النفسية، الجزء الثاني: معركة الكلمة والمعتقد، الفصل الثاني:اصطلاح جديد-غسيل المخ،ص30 ص32
2- Lavaggio del cervello : Mito o realtà? - Introvigne Massimo - Elledici - 2002
3 - Edward Hunter في كتاب  Brain-Washing: The Story of the Men Who Defied




من فضلك .. شارك الموضوع إذا أعجبك

ضع تعليقا أخي الكريم

هناك تعليق واحد:

الموضوع السابق الموضوع التالي الصفحة الرئيسية

جميع الحقوق محفوظة لموقع أفكار ستغير حياتك ©2015-2016 | فهـرس الـموقــع | سياسة الخصوصية