100 100 100

عليك أن تصغي أولاً لنتفاهم !!!

اعلان
فن الإصغاء لابد منه لأكسب صداقة الآخرين
إنه فن الحكماء والقادة والمميزين
ولن تستطيع كسب صداقة الناس إلا إذا أصغيت لهم ولأفكارهم  وتعاملت معها بشكل إيجابي 



ظن الناس أن الدورات التي تقام حديثاً تحت ما يسمى التنمية البشرية تعلم الحاضرين كيفية الحوار وأدب الاستماع
إن هذا الفن جديد جاء من عند علماء الغرب وانبهر الكثيرون فيه
تابع معي الموضوع لتتعلم هذا الفن وتدرك أهميته في حياتك


إن هذا العلم (فن الإصغاء) موجود ومتأصل قديماً في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من أربع عشرة قرناً 
وهذا قمة الجهل أن تعتقد أن هذا العلم والفن لم ندركه إلا عندما ظهر علم التنمية البشرية الحديث ..!

حسن الإصغاء (الاستماع) يعني : إعطاءُ المتكلمِ الفرصةَ الكاملة لا تمام حديثه وبيان وجهة نظره دون مقاطعة .

قال حكيم من الحكماء لابنه :
)يا بني تعلم حسن الاستماع كما تعلم حسن الكلام ، فإن حسن الاستماع: إمهالك المتكلم حتى يفضي إليك بحديثه ، والإقبالُ بالوجه والنظر، وتركُ المشاركةِ في حديث أنت تعرفه(

وهناك حكمة تقول :
(إن الله خلق للإنسان لساناً واحداً وأذنين اثنتين ليكون ما يسمعه أكثر مما يقوله ) .

فلابد لكل محاور أن يتقن فنَ الاستماع إذا أراد النجاح في حواره،
فإن براعتَه في الكلام لا تُغني عنه حسنَ الاستماع ،
بل قالوا: (المتحدث البارع مستمع بارع ) وخاصة أثناء الحوار،
لذا فالمحاور الناجح هو الذي يهتم بصاحبه، ويصغي لكلامه، ويحسن الإنصات له، وهذا يعين على هدوء الطرفين المتحاورين ، ويتيح لهما حسنَ الفهم ، ووضوحَ الرؤية ، والقدرةِ على استكمال عرض الحجج وتركيزها، ومن ثم إتمامُ الحوار إلى نهايته وتحقيق غايته .
أما عدمُ الإصغاءِ للمتحدث وكثرةُ مقاطعته والاعتراضِ عليه،
فيه سوء أدب واحتقار للآخرين، وتنفير الخصم وانفضاضه وتقليل قيمته ،
ومن ابتلي بهذا الداء فكأنما طبق نصيحة كارينجي -أحد علماء النفس الغربيين المشهورين- الذي قال:
إذا كنت تريد أن ينفض الناس من حولك، ويسخروا منك عندما توليهم ظهرك، فهاك الوصفة: لا تعط أحداً فرصة الحديث.. تكلم بغير انقطاع عن نفسك ، وإذا خطرت لك فكرة بينما غيرك يتحدث فلا تنتظر حتى يتم حديثه ، إنه ليس ذكياً مثلك ولا أريباً ، فلماذا تضيع وقتك في الاستماع إلى حديثه السخيف؟! اقتحم عليه الحديث واعترضه في منتصف كلامه (.

فوائد الإصغاء كثيرة :


- فهو يعين المستمع على كمال الفهم والاستيعاب ،
- كما يزيل عنه الشبهات والإشكالات؛ لأن كلام الشخص يفسر بعضه بعضاً،
- كما يوفر عليه الجهد في تبين الأخطاء والتناقضات .
وقد ألف العالم الجليل الخطيب البغدادي -رحمه الله- كتاباً سماه آداب الجدل والمناظرة يقول فيه :
( وإذا وقع له شيء في أول كلام الخصم فلا يعجل بالحكم به ، فربما في آخر كلامه ما يبين الغرض بخلاف الواقع له، فينبغي أن يتثبت إلى أن ينقضي الكلام، وبهذا أدّب الله تعالى نبيه في قوله :
{وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} طه:114

- ومن تمام الإصغاء أن يقبل على صاحبه بوجهه 
لقد كان هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان إذا تحدث إليه أحد أقبل إليه بكليته، أي يعطيه اهتماماً كاملاً ولا يتشاغل عنه بأي شيء .يقول الخطيب البغدادي -رحمه الله تعالى- :
( وينبغي أن يكون كل واحد من الخصمين مقبلاً على صاحبه بوجهه في حال مناظرته، مستمعاً كلامه إلى أن ينهيه... )
لكن هناك صورة مذمومة للإصغاء ، وهي الإصغاء الصوري :
حيث يتغافل عما يقول المتحدث ، ويتشاغل بكتاب أو كتابة ، ويقلب أوراقه أو يعبث بقلمه ، إظهاراً بعدم الاهتمام بكلامه ، إما احتقاراً للمتحدث ، أو لاعتبار كلامه كلاماً سخيفاً ، أو معروفاً ، أو للانشغال بإعداد الرد ، وهذا من أكبر الأخطاء وأسباب التنافر .

لقد كان هدي السلف الصالح الاهتمام بالمتحدث وبكلامه حتى لو كان كلامه معروفاً ، يقول التابعي عطاء بن أبي رباح رحمه الله تعالى :
( إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه ، وقد سمعته قبل أن يولد ) .
في الختام ينبغي أن ندرب أنفسنا لاكتساب هذا السلوك , لنتغير ونغير حياتنا للأفضل .



أ . حسام حسن كيوان

من فضلك .. شارك الموضوع إذا أعجبك

ضع تعليقا أخي الكريم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الموضوع السابق الموضوع التالي الصفحة الرئيسية

جميع الحقوق محفوظة لموقع أفكار ستغير حياتك ©2015-2016 | فهـرس الـموقــع | سياسة الخصوصية