كيف أتغلب وأتعامل مع شخص يستفزني ؟

اعلان

الشخص الاستفزازي يحاول أن يزيد من كمية الحطب إلى النار كي تشتعل في قلب الشخص الذي استفزه .

عندما يواجهك شخص يستفزك حاول ان تتجاهله بقدر الامكان ...

فالتجاهل هو الأنسب والأفضل لإنسان ضعيف لا وسيلة لديه الا استفزاز الآخريـن , والإنقاص من حقهم .

تمرّ في حياتنا اليومية شخصيات كثيرة لا ترُوق لنا ولا تعجبنا ، فعندما نُقابل مَن يُثير أعصابَنا، ويُعكر مزاجَنا نبدأ بالتفكير للتعامل مع هذه الشخصيات حتى لا تُؤثر علينا فيما بعد، ولا تُفسد علينا حياتنا، ومنها الشخصية المُستفِزّة .

الشخصية المستفزة :

هي الشخصية التي يهدف منها صاحبها إلى إثارة شيء ما في نفس الطرف الآخر قولاً أو فعلاً،

فهو يعلم الأشياء التي تهيج وتزيد من عصبية الشخص الذي أمامه، فيبدأ بفعل هذه الأشياء عن قصد .

كيف تتعامل مع الشخصية المستفزة ؟

عند التعامل مع هذه الشخصية الصعبة يجب التعامل معها بطريقة صحيحة ، فكما نعلم أن لكل فعل رد فعل معاكس ، لذلك يجب استخدام  الرد الأنسب .

ينصح عند التعامل مع مثل هذه الشخصية :

- أن لا تردّ بصورة أغلظ لأنك تزيد الإثارة والعصبية أمامه ، وهذا ما يسعى إليه هذا الشخص، ألا وهو تعكير مزاجك، وإتلاف أعصابك، وعندها يشعر بالسعادة، وبأنه انتصر في المواجهة التي بينك وبينه  ووصل لمراده، فقد جعلك تنفعل .

- أن تنظر للشخص بجدية دون عمل اعتبار له ، مع اظهار ثقتك بنفسك أمام عينيه . وأخذ الموقف واستفزازه ببرود شديد ولا تعطيه وجه  ..

- كرر الكلمات، أو العبارات، أو الإيحاءات التي قام بها ، ثم أطرح عليه سؤال:

ماذا تقصد بذلك؟

ما النية التي بداخلك؟

ما علاقتي بما تقول؟

ثم انتظر الرد منه ، وبالتأكيد لن تجد الإجابة، لأن إجابته التي لن ينطقها، إنه مجرد استفزاز، فبذلك تكون قد تجنبت المشاحنات والعصبية التي كانت ستحدث، وتكون قد قطعت عليه إكماله لمشروع تعكير مزاجك، وقمت بإيقافه عند حده، فيتجنب استفزازك مرة أخرى،

فشعوره أنك لم تتأثر ولم تتعصب منه يؤكد له عدم نجاحه في استفزازك .

- الثقة بالنفس :

فلا تُشعر الذى أمامك بأن هناك شيءٌ يستفِزّك ويُشعرك بالنقص، فالكثير يتربص لك ويُريد أن ينال منك .

فحين أتمكن من السيطرة على ردود أفعالي حينها أستطيع أن أركز فيما سأفعل وأقول أياً كان الشخص المستفز وقدراته .

المهم أن أبقى أفكر بهذه الطريقة ولا أشكك في قدرتي على ضبط انفعالي، لأن مجرد الشك هنا يعني أنني سمحت للشخص المستفز بتسجيل نقطة لصالحة .

اجعل السعادة هدفك الأول، فلا تجعل أحدهم يعكر عليك مزاجك بسبب كلمات بسيطة، فالحياة أبسط من ذلك.

- أهم قاعدة أن أدرك جيداً أن هذا المستفز يستطيع التأثير في شعوري ولكن أنا فقط من أستطيع التحكم في تصرفاتي وأفعالي .

وأفضل الطرق للتعامل مع هذا الشخص أن أبدأ بالحديث مع نفسي حال تواجدي معه وأقول لها :

إنه لا يملك التأثير عليّ بل أنا من أتحكم في تصرفاتي وأقوالي

من خلال التدرب على هذه القناعة لن يكون لحركات الاستفزاز التي يقوم بها تأثيراً عليّ .

 عبارة أؤمن بها والحمد لله الذي أعانني على تطبيقها :

(السكوت عن الجاهل رداً عليه!!)

لماذا يستخدم الشخص المستفز  أسلوب الاستفزاز ؟

- لإخفاء نقصٍ بداخله : 

عادة صاحب هذه الشخصية يكون مُحباً لذاته، ويعلوه الغرور، فهو إنسان مُتّكبر لا يُحب الخير للناس، ولا يوجد بقاموسه مفهوم الإيثار،

فهو إنسان يسعى دائماً لأن يصبح هو وحده المسيطر ،

فقد يكون هذا الشخص يغار منك، لوجود شيء عندك لا يستطيع امتلاكه، او لحالةٍ اجتماعيةٍ يمر بها تعكر صفوه، فيريد تعكير مزاج جميع من حوله، فلا تسمح له بنيل مراده.

- إثبات تمييزه:

هذه الشخصية تسعى دائماً لتعويض ما تفتقر له من خلال إثبات تميُّزِها، فقد يتعمد هذا الشخص السخرية من الذين حوله، وفرض أنهم أقل منه بمرتبة، وذلك حتى يبرز نفسه ويثبت أنه مميز وأفضل من الشخص الذي أمامه.

- حزازة وضغينة مُسبقة : 

فقد يلجأ هذا الشخص لاستفزازك بسبب حزازة مسبقة بينك وبينه،

فهذه الشخصية لا يمكن أن تترك موقف حصل بينكم وتمرره بسهوله، فهي تنتظر حتى تأتي الفرصة وتقلب الطاولة عليك، فيقوم بإثارة أعصابك، فها هو الآن يسترد حقه عن طريق تعكير مزاجك، فيشعر في النهاية أنه انتصر عليك.

تعلّم فن الرّد

فالرُدود المناسبة على الناس هو إبداع يزيد منك رونق أمام مَن هم حولك

حاول أن تحرج الذين يحاولون استفزازك بكلمة ( جزاك الله خير ) وبس ... وخلّيك طبيعي ...

ويجب أن يكون في بالك أن الرسول صلى الله عليه وسلم آذوه بما هو أشد من الاستفزاز اللفظي بل وصل للإيذاء الجسدي .. ولكنه لازال يردد :

( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) صحيح

قد يختلف الموقف ولكن الذي يهمني هو أنني لم يؤثر عليّ استفزازه ... حتى لو كان هو مسرور ...

بيت شعر أعجبني :

اصبر على حسد الحسود فإن صبرك قاتله ..

فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله

وقال أحد الشعراء :

واذا بليت بجاهل متغافل    يجد المحال من الأمور صوابــا

أوليته مني السكوت وربما    كان السكوت عن الجواب جوابا