100 100 100

كيف أكون محاوراً قوياً ؟؟

اعلان
قلت له : علمني الكلام وفن الحوار ..
إلتفت لي بتثاقل وتمتم بكلمات :
إن عزمت على الكلام فأنظر من تكلم ..
إن كلمت سفيها فأنت مثله .. وإن جادلت وضيعاً فهو لك ند ..
فاختر لنفسك في جدالك من تحب أن تكون أنت وهو سواء .
إني لن احاور من اثق في جهله ..
فحتى وإن كان عالماً بما سأناقشه فيه فلن يتمكن من إقناعي أو اخراجي عن خطأي في ما اذا كنت خاطئاً لاني من البداية أعلم اني لن آخذ عنه فهو على زعمي .. لايعلم ..

حين أحاور فإني

لن أحاور شخصاً في مزاج غير جيد مثلما لن أحاور شخصاً حين يكون مزاجي كذلك ..
ومن البديهي أيضاً اني لن أختار غير الوقت والمكان المناسبين للحوار ..

لن أحاور من أعلم عنه يقيناً فساد الرأي والفكر .. فإنه إن لم يفسدني بفساده فهو على أقل تقدير لايريد لي الفائدة ..
سأضع نفسي دائماً موضع من أناقشه .. وسأعرض عليها كل ما أريد قوله ...

إن كان النقاش يدور حول مسألة عقائدية فينبغي ان أكون في أشد حالات الحذر فلا شئ يحول الإنسان من الوداعة إلى حالة الإفتراس أكثر من اللغو في العقائد ...

وإن خرج محدثي عن طوره فعليّ أن ألتمس له العذر فقد علمت منذ البداية حساسية ما أناقش فيه .

إن عزمت الحوار ،، إياك والمساس بالمثل العليا .. يمكنك الإلتفاف حولها إن استطعت ولكن لاتحاول الاقتراب أكثر من ذلك إن أردت ان تكسب من محدثك أعصاباً هادئة في النقاش .
قد يصل الحوار إلى نقطة ينفجر عندها أحد المتحاورين لأي سبب .. منطقي كان أو غير منطقي .. كيف أتصرف ؟ هل أرد ؟
قيل قديماً أن الكلمة تولد عقيماً فإن انت رددتها ألقحتها ... أن اردت ان تستمتع بشجار حاد وكان بك القدرة على تحمل أي إصابات محتملة .. فليس مطلوب منك إلا الرد على الإساءة بمثلها وسيتكفل محاورك بالباقي .

لن أفكر أن أنتصر في جدال ما لمجرد الانتصار .. فتفوقك على محاورك بالضربة القاضية لايعني بالضرورة أنك المُحق .. ألم يقال أن أحمق واحد يسأل سؤالا قد يعجز عشرة من العلماء عن إجابته ؟ ومن ذا يكسب عشرة من المجادلين في كلمة واحدة إن لم يكن ..... .

حين أدخل حواراً 
سأضع تصوراتي ومفاهيمي وقناعاتي الخاصة على المحك .. وسأقابلها بما يعرض علي ولكني قبلا لن أفعل ذلك قبل أن اسلحها بمبادئي وعقيدتي وتفكيري ايضا ..
أريد ان أخرج بحوار هادف..
فلن ألتف حول محدثي ولن أشعب حواري .. ولن أنتقل إلى نقطة ما إلى التي تليها قبل أن أكون واثقاً من اني لست بحاجة إلى العودة إليها مجددا ..
أما إن شعرت بهزيمتي في حوار ما وأردت الإفلات من الموقف فليس أسهل من تشعيب الموضوع وطرح نقاط هامشية للبعد عن هدف الحوار الأصلي .. ولكن للأسف لم يعد هنالك من لا يحفظ هذه الخدعة عن ظهر قلب ..

لايعني اني اشتركت في نقاش مع شخص ما أنه مسموح لي بتجاوز حدودي مع هذا الشخص .. فحين أكلم والديّ سيختلف ذلك عن كلامي مع أخي
وسيختلف حين اتحدث مع ابني وإن كنا نتناقش في ذات الموضوع .

فمهما كان الداعي لن أفقد اعصابي حين أحدث شخصا له مكانته ولو كان مخطئاً
وسأعمل دائما على انتقاء كلماتي بعناية حين أخاطبه فمهما حدث سيظل للكبير احترامه .. سواء كان كبيراً بسنه أو بعلمه أو بمركزه ..
وكما للكبير احترامه فللمجلس الذي يجمعني بهذا الكبير هو الآخر احترامه .. فما سأقوله امام أناس عاديين ليس بالضرورة أن يكون هو ذاته ما أقوله في حضرة شخص له مكانته .. وأياً كان فاحترامك لغيرك هو إحترامك لنفسك ..

لن اقول لشخص ما علانيةً أمراً يسيؤه حتى لو اعتدت ان أكلمه كذلك سراً ..
قد تقبل مني أمراً بيني وبينك ولكن هذا لايقتضي أن تتقبله مني امام الناس ..
ان اردت ان اكون مقبولاً على كل وجه علي أن أفرق بين ما أعد ليكون أمام الجميع وماهو خاص بالخاص ..

بديهي أني لن أقاطع غيري حين يتحدث وأني لن أفرض رأيي عليه أيضاً
وكما أني لن أدخل بين اثنين يتحدثان إن لم يشركاني في حديثهما إن لم يكن على مسمع من الكل منذ البداية فإني ايضاً لن أحدث أحداً بغيبة عن آخر ولن أجعل حديثي ملوثاً بسباب أو مصاباً بالخارج من الكلمات ولن أتكلم بغير المفيد فضلاً عن أن يكون ضاراً ..
ولن اشجع غيري على ماينبغي لي تركه ..

ولن أحيي مجلساً بحضوري وأنا أعلم أنه للهو أو لخوض في باطل سأنفض عنه وأحث غيري على ذلك ..
ولن اسب أحداً أو أكذبه ..
ولن أتكلم إن كنت أعلم ان لا أحد يصغي .. 
ولن اقول سراً ما أخشى افتضاحه علانيةً .إن علمت اني لن أخرج من نقاشي أو حواري بأمر جديد علي ..
ولن أصحح لغيري مفهوم أرى أنه ينبغي له التصحيح .. أو لم أسعى لتثبيت فكرة لدي خشيت أنها بحاجة إلى إيضاح .. ولو لم يزدني حواري خبرة أو يلفت نظري إلى شاردة أو لم يذكرني بأمر نسيته .. أو يبصرني بشئ اظنني بحاجة إليه .. 
ولن اديم به وداً أو أصل به رحماً .. فلا حاجة لي بهذا الحوار .

فإن كنت في مجلس فقبل أن أقوم منه سأتذكر أن أردّد كفارته ..
(سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك) .

أ . حسام حسن كيوان

من فضلك .. شارك الموضوع إذا أعجبك

ضع تعليقا أخي الكريم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الموضوع السابق الموضوع التالي الصفحة الرئيسية

جميع الحقوق محفوظة لموقع أفكار ستغير حياتك ©2015-2016 | فهـرس الـموقــع | سياسة الخصوصية