100 100 100

الراحة النفسية شرط لاستقرار التفكير

اعلان
ورد التنويه عن السعادة في موضعين في القرآن الكريم :
سورة هود }يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌالآية:105 
والآية الأخرى}وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ هود/108
وتحقيق السعادة في الآخرة متوقف على تحقيق العبودية لله في الدنيا


لكن نلاحظ أن الآيات تتحدث عن السعادة في الجنة والآخرة لكن ماذا عن الدنيا؟

نجد في القرآن الكريم مجموعة من النصائح التي ترشدنا إلى تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة :

1 – الصبر
في سورة طه}فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ{ الآية/130
فالله سبحانه يرشد نبيه صلى الله عليه وسلم إلى الصبر والتسبيح بحمد لله تعالى في الأوقات المذكورة في الآية، ووضح السبب في ذلك فقال لعلك ترضى، لا حظ قوله لعلك ولم يقل: لعلي أرضى!وما علاقة الرضا بالسعادة؟
إن أصل السعادة الرضا، بل هي أعلى درجات السعادة، أن ترضى بما حققت وبما أوتيت وبما ابتليت به، لذلك حينما تحدث الله على نعمه على رسوله صلى الله عليه وسلم في سورة الضحى قال } وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ {الضحى/5 ، ولم يقل فتسعد.
2 – العفو عن الناس
في سورة الأعراف}خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ{ الآية/199 . ففي هذه الآية منهج قرآني لتحقيق الراحة النفسية والسعادة، فالعفو عن الناس يزيد مشاعر الحب والألفة والأمر بالمعروف يجعلك تشعر بأهميتك في الحياة، وأن لك دور فيها فترضى عن نفسك، والإعراض عن الجاهلين من أهم الأسباب المسببة للسعادة.
3 - التمسك بالقرآن وعدم الإعراض عنه وهجره
في أول سورة طه قال الله تعالى }مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ {طه/2 
والشقاء عكس السعادة }فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ 
وفي أواخر السورة قال}وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰطه/124
فكأن الله يريد أن يعلمنا أنه أنزل إلينا هذا القرآن لنسعد لا لنشقى، ثم إنه سبحانه وضح سبب الضنك والشقاء بالإعراض عن القرآن الكريم.فتحقيق السعادة يكون في الرضا والصبر والتسبيح بحمد الله، والعفو عن الناس والأمر بالمعروف، والإعراض عن الجاهلين، والآيات كثيرة في القرآن تتحدث عن السعادة فابحث عنها وتأملها، وحاول أن تطبق لا أن تكتفي بالقراءة .


إذاً الراحة النفسية تكمن في السعادة وأسبابها
لذلك أورد لك أموراً تحقق لك الراحة النفسيةالتي تسبب الاستقرار في التفكير
وتدفع الاكتئاب وضيق نفسك في ظل الأزمات :
--------------------------------------------------------------------
1 - ذكر نفسك دوماً بأن " الماضي" انتهى، بكل ما حدث فيه :
فالأيام لا ترجع إلى الوراء، لتعيد اختيار موقف أو شخص، أو تحذر من تجربة، أو توقف ألم تعرضت له قبل أن يبدأ .
فالماضي سيبقى .. ماضي .. إن آلمك فيه شيء فاعلم أنه " إما تجربة" ستساعدك على اختيار أفضل، أو قدر صبرت عليه ومررت به والله دوماً يعوضنا ولكننا لا نرى عوضه ونعد عليه سبحانه " الألم" الذي يصيبنا.

2 - تسامح .. تسامح .. تسامح ..
إنني لا أطالبك " بالنسيان" لأنه أمر ربما يحتاج إلى فترة وآليات، وربما هناك مواقف وأوجاع " لا ننساها" لكني هنا أطلب منك أن "تتسامح فيها" أو "تتصالح" معها، وهذا الأمر أنت تقدر عليه أكثر من النسيان.

3 - اعترف " بحدودك" و " حدود " قدراتك  :
لترتاح لا بد أن تجلس وتكتب عن نفسك بعض الأمور التي تتعلق بـــ " قدراتك" الإنسانية، والمهنية، والمالية، والشخصية، بحيث لا تبقى دوماً " حـزين" على شيء " أنت لا تملك ثمنه" أو تجد نفسك تعيش حالة "عذاب" لأنك ترى آخرين حصلوا على كذا دونك، أو تُحمل نفسك أكثر من طاقتها.
-         فإن كنت أصبحت كبيراً في السن فلا تّعذب نفسك بحثاً عن "القوة الجسدية" التي كنت تتمتع بها، فتجد نفسك "تلهث" خلف العقاقير التي ترفع كفاءتك، رغم أن سنة الكون أننا نمر بمراحل لا يمكن " أن تُعيدها" .
-         وإن كنت أصبحت أقل مالًا أو ملأ الشيب شعرك، أو أصبحت أكثر خوفاً من أيام الفحولة والقوة، فاعترف بذلك كي تحدد " ساحات حربك مع الحياة"، فلا تُعرض نفسك إلى " ما لا يناسبك" ولا تعيش "تعاسة غير مبررة" كمن لا يملك سوى راتب ضعيف وينام كل يوم حزيناً لأنه لم يسكن الفيلا التي تم بناءها في أول شارع عمله!!!

4 - حدد متطلباتك من البشر على " قدر استطاعتهم :
فمعظم شقاء البشر في العلاقات إنهم "ينتظروا" من الناس ما هم ليسوا أهلاً له، فكيف تنتظر ممن لم يتربى على التضحية أن يضحي من أجلك؟!! وكيف تنتظر ممن يغير من أخيه أن يفرح لك؟!! وكيف تنتظر ممن لا يعرف سوى لغة الأرقام والأموال أن يلمح دمعة صامتة في عينك وهي لا تشبه أوراق البنكنوت؟!! وكيف تنتظر ممن عاش يبيعه الناس أن يفهمك وأنت تشتري شخص ويتقبل ذلك؟!!
ضع الناس في " قدرها" دون غضب أو حزن

5 - حدد دورك في كل مجال تتواجد فيه  :
بعد أن طلبت منك أن تحدد " قدراتك" في النقطة رقم " 3" أطلب منك هنا أن تحدد بناء على قدراتك ، ما هو الذي يمكن أن تقدمه في كل مجال إنساني تتواجد فيه ؟؟
فدورك في تربية أولادك ليس هو دورك في تلقين الطفل الذي يقول كلمات بذيئة في الشارع، وليس هو نفس مقدار دورك في إدخال مفهوم قيمي لابن أختك في زيارة لك، وليس هو نفس دورك نحو الحال السياسي في بلدك .

6 - قلل درجة " التصنع" التي تقوم بها :
مما يتعب البشر إنهم يميلون إلى ارتداء "وجوه" أخرى بخلاف وجههم الحقيقي، فيتعامل معهم الناس على أساس " ما يُظهرون" وهو ما يُحدث لهم صدمة لأن حقيقتهم على غير ذلك، فيظلوا في دائرة مفرغة،
الناس تعتقد أنهم يفعلوا لهم ما يرضيهم، وهم لا يرضون لأنهم لا يظهروا حقيقة "ما يرضيهم".
فكلما قللت من " الوجوه" ربما لا تجد الكثير من الأصحاب  .
فلا داعي " للتجميل المبالغ فيه" في الشخصية
عبر عن "ضيقك" من كذا، عدم تقبلك لفلان ، أو غير ذلك، فلا يمكن أن تصبح إنسان "مناسب" لكل البشر.

7 - ابكِ وقتما تشعر برغبة في ذلك :
البكاء ليس " ضعف" أو " اعتراض على حكم الله "، الدموع الحقيقية أطهر بكثير مما نعتقد .

8 - اعتذر حينما يبدر منك خطأ :
الاعتذار حالة " مصالحة نفسية" فيها تقوم بمنتهى القوة "بمحو" ما كتبته خطأً، وفيه شعور كبير بالراحة وكأنك لم تقم بالشيء لأنك استطعت أن تعتذر عنه في اعتراف منك بأنك " تصيب وتخطئ"، شعور سيريحك جداً .

9 – عبّر عن مشاعرك الطيبة :
حتى لو قام شخص في الشارع بعمل نبيل فرفع لسيدة حقيبة، أو ساند شخص في حركته، أو صنع أي موقف فيه شيء أعجبك، عبّر عن حبك له واحترامك لعمله ، فالتعبير عن الحب يمنح شعور طيب يستمر، ويعطيك رصيد عن الآخرين ربما تحتاج له حينما تعجز عن التعبير أو تزداد عليك الهموم.
طاقة الحب كفيلة بأن تُنسيك هموم كثيرة، بأن تُنسيك قسوة البشر لأن هناك مكان يساعك حينما تُسد في وجهك الأماكن.

10 - قم بعمل فروض الله كاملةً :
حين تسأل شخص عن الصلاة يخبرك عن " ضيق الوقت " !!!!!
وحين تُحدثه عن "الصيام" يحدثك عن احتياج العمل لعدم صومه وأن العمل عبادة  
وحينما تسألهم عن "الصدقة" يُحدثك عن حال البلد الذي لم يعد يسمح وضيق الرزق ومصاريف العيال !!! وكأنه هو الذي ينفق عليهم .

افعل ما يأمرك الله، واستقم .. وقتها فقط سترتاح لأنك ستُدرك أن ما يحل بك لهو خير مهما بدا لك لأن رسول الله الكريم أخبرنا بأن أمر "المؤمن" كله خير ، وما الإيمان سوى أن تعرف ربك وتقوم على قواعده في كافة جنبات حياتك .



من فضلك .. شارك الموضوع إذا أعجبك

ضع تعليقا أخي الكريم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الموضوع السابق الموضوع التالي الصفحة الرئيسية

جميع الحقوق محفوظة لموقع أفكار ستغير حياتك ©2015-2016 | فهـرس الـموقــع | سياسة الخصوصية