100 100 100

خطوات بسيطة لتصبح سريع البديهة ؟

اعلان
تعريف سرعة البديهة لغوياً :
حاضر البديهة : سريع الرد عند المفاجأة
وقالوا: البديهة هي الجواب الحاضر
وهي ليست إجابة فورية فقط، بل هي إجابة دقيقة تنم عن حكمة فريدة نادرة 
كيف تدرب نفسك على سرعة البديهة ؟ 

إذا درب المرءُ نفسه فهذا هو التدريب .
أما إذا دربه مدرب متخصص ضمن برنامج تدريبي فهذا هو التدرب .
إذاً حالة القارئ الآن هي التدريب ، أي يعتمد على نفسه في إتقان مهارة أداء البديهة بسرعة ملحوظة.

لذلك من أجل أن تدرّب نفسك على سرعة البديهة فهذا يتطلب منك:
-         سرعة في التفكير
-         والربط بين الموقف وما يجب قوله
-         واختيار البديهة المناسبة
وكل ذلك يتم في ثوان معدودات، وهو أمر يتوفر بالتمرين أو التدريب .
من يحوز على هذه المهارة يتصف بحسن التركيز العقلي وشدة الانتباه وتناغم الأفكار كما يتصف بالقدرة على استرجاع المعلومة المخزونة بسرعة
بينما نقيضه يتصف بشرود الذهن وتشويش الأفكار كما يتصف بالبطء في الإجابة الصحيحة أو ضعف القدرة على استرجاع المعلومات.

في ضوء ما سبق يتضح لنا أن متطلبات البديهة هي
1 - الاستعداد العقلي: ويتمثل ذلك في الذاكرة أو التذكر.
2 - الاستعداد اللغوي: ويتمثل ذلك في خزين من المعلومات التي أطلع عليها الفرد واستوعبها وخزنها في عقله.
3
- الاستعداد النفسي: ويتمثل ذلك في الثقة بالنفس والتصميم الصادق على حيازة هذه المهارة وتنميتها باطراد

وهذه هي الخطوات لتدرّب نفسك فتصبح سريع البديهة :

1 - حَسِّن مهاراتك في التفكير السريع ؛ لأنه ترتبط سرعة البداهة بسرعة الجواب وذكائه، وهي تعتمد في ذلك على التفكير السريع والتمييز بين المواقف ، إنّ سرعة البديهة قد تعتمد على حفظ بعض الإجابات القياسيّة الاحتياطية للملاذ بها في حال عجز عقلك عن اللحاق بالفكرة الملائمة للموقف.

2 - اقضِ بعض الوقت بجمع مجموعةٍ من الردود والعبارات الّتي تجدها جيّدة وقم بتعديلها لتناسبها مع ظروفك المختلفة .

3 - ابحث عن بعض المشهورين بامتلاكهم البديهة السريعة، واقرأ لهم وتعلم منهم، ويوجد الكثير منهم في التراث العربي مثل: عبد الملك بن مروان، والأعمش، والجاحظ وغيرهم الكثير....

4 - درّب عقلك بكتابة بعض محادثاتك السابقة مما تتذكّر، تلك التي تتمنى لو كنت قد برعت فيها ، وتذّكر دائماً أنّ الإيجاز هو روح الفصاحة.

5 - حاول أن تهتمّ بجمع معلوماتٍ ومصطلحات عن تلك المواضيع التي تكثر فيها النقاشات والمناظرات في عالمك، فإنّ سرعة البديهة تتوقف على ثقافتك ومقدار علمك وإحاطتك بموضوع النقاش أو الجدال.

6 - التزم الهدوء، ولا تغضب، أو حتى تنزعج قليلاً، وضع في اعتبارك أن شتائم خصمك لا تستحق أن تضيع عليها وقتك أبداً، وأن الغضب لن يساعدك في أي وقت أبداً .

7 - ابقِ تصميمك على التزام الهدوء والسكينة وحاول أن تدرّب نفسك أن تكون مرحاً ومتفائلاً دائماً حتّى لو كنت غاضباً للغاية في الداخل، في الخارج كن هادئاً، تمرّن أن تقول لنفسك هذا وسوف تستجيب لك أفكارك، وكُنْ واقعيّاً .

8 - تذكّر أنّك إذا تردّدت فقد ضِعْت وفَقدْت الجولة. ليس لديك الوقت للتفكير في مدى وقاحة أو ظلم أو قبح ما قيل للتو، بدلاً من ذلك تعامل معها مثل اللعبة، وستصبح عندها الإهانة مجرد كرة تمزقها في وجه خصمك، لا تتأخّر وإلّا سوف تخسر. بالنسبة لثقتك بنفسك، عليك أن تكون على استعداد لدخول المعركة متمتعاً بروح المواجهة بدلاً من الشعور بالخشية أو التقليل من روح التحدي في ذلك الموقف، سيكون من الأفضل أن ترى المواجهة كدعوة للعب بدلاً من سبب للشعور بالإهانة.

9 - تجنّب التعالي أو التفوق في نبرة الصوت، وتجنّب أن يظهر في صوتك شعورك بالأذى أو الإهانة، ارجع إلى هدوئك الواثق وتحدّث ببراعة وبشكل واضح، وبسرعة، وبكل ثقة حاول أن تبدي ابتسامةً في صوتك وعينيك.

10 - لا تُكرّر نفس النقاط، ففي معظم الحالات يجب أن تكون ردودك البارعة كافية وقاضية لإنهاء المسألة، مواصلة المناقشة أو تقليب النقاط يرجح أن يُضعف تأثير ما تقوله.

11 - احترم نفسك وخصمك كذلك، فالكلمات لها القدرة على الإيذاء، لذلك تأكّد من أنّ كلماتك تراعي كرامة الشخص الآخر مهما كنت تكره الشخص الآخر أو ما يقوله، وفي المقابل، لا تدعه ينال منك،
وقد قال أحد الحكماء: "لا يمكن لأحد أن يسيء لي دون إذن مني "

12 - الإنصات والاصغاء اللازم :
فالإصغاء يعني استثمار حاسة السمع، ومن ثم يصبح لدى الفرد ذاكرة سمعية فيميز بين الألحان أو الأصوات سواء بالحوار المباشر أو عند سماع الصوت في الهاتف ولعل الانتباه لحديث الآخرين وحواراتهم يجعلنا نرصد العبارات المسبوكة والجمل الرصينة والكلمات المؤثرة والإجابة الملائمة للمواقف والبديهة الفعالة والمعبرة عن جوهر الحالة أو الوضع أو الموقف ووقائعه تعبيراً سليماً

13 - ضرورة إعطاء الرأي


قصص عن سرعة البديهة في الرد :

- جواب الشهير برناردشو  حين قال له كاتب مغرور : انا أفضل منك فإنك تكتب بحثا عن المال وانا اكتب بحثا عن الشرف
فقال له برنارشو  على الفور: صدقت .. كل منا يبحث عما ينقصه

- وسأل ثقيل بشار بن برد قائلا : ما أعمى الله رجلا إلا عوضه فبماذا عوضك ؟
فقال بشار: بأن لا أرى أمثالك !!

- قالت نجمة انجليزية للأديب الفرنسي هنري جانسون
انه لأمر مزعج فأنا لا أتمكن من إبقاء أظافري نظيفة في باريس
فقال على الفور لأنك تحكين نفسك كثيرا

- تزوج أعمى امرأة فقالت : لو رأيت بياضي وحسني لعجبت
فقال : لو كنت كما تقولين ما تركك المبصرون لي

- سئل الشعبي : ما اسم زوجة إبليس ؟؟
فقال : ذاك زواج ما شهدناه

- قال رجل لبرناردشو : اليس الطباخ انفع للأمة من الشاعر أو الأديب ؟؟
فقال : الكلاب تعتقد ذلك

- ويروى ان رجلا قال لإمرأته : ما خلق الله أحب إليّ منك ....
فقالت : ولا أبغض إلي منك !
فقال: الحمد لله الذي أولاني ما أحب وابتلاك بما تكرهين ..!!

- وقفت امرأة قبيحة على دكان عطار , فلما نظر إليها قال : " وإذا الوحوش حشرت "
فقالت له المرأة : " وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه "

- وجد الحجاج على منبره مكتوباً : " قل تمتع بكفرك إنك من أصحاب النار " الزمر /8
فكتب تحته : " قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور " آل عمران/ 119

- ذهب أحد الثقلاء إلى شيخ عالم مريض , وجلس عنده مدة طويلة ثم قال له : ياشيخ أوصني ( أي أنصحني )
فقال له الشيخ : إذا دخلت على مريض فلا تطل الجلوس عنده

- سأل شاب أحد الشيوخ الأذكياء : كم تعد؟
فقال الشيخ : من واحد الى ألف ألف ..
فقال الشاب : لا أقصد هذا !
فقال الشيخ :وماذا قصدت ؟
فقال الشاب :كم تعد من السن ؟
فقال الشيخ :اثنان وثلاثون , ست عشرة من أعلى , وست عشرة من أسفل .
فقال الشاب :لم أرد هذا !
فقال الشيخ :فما أردت ؟
فقال الشاب :ما سنك ؟
فقال الشيخ :من العظم .
فقال الشاب :كم لك من السنين ؟
فقال الشيخ :مالي منها شيء .. كلها لله عز وجل .
فقال الشاب :فـ ابن كم انت ؟
فقال الشيخ :ابن اثنين .. أم وأب
فقال الشاب وقد نفذ صبره : يا شيخ كم أتى عليك ؟
فقال الشيخ :لو أتى علي شيء لقتلني .
فقال الشاب في وجهه : فكيف أقول ؟
فقال الشيخ بهدوء : قل .. كم مضى من عمرك ؟ !!

- جاء رجل إلى آخر يطلب الأجرة عن دار كان قد أجرها له ..
فقال المستأجر يشكو : أعطيك الأجرة ولكن أولا اصلح هذا السقف فأنه يهتز ويتفرقع .
فقال صاحب الدار : لاتخف .. فإنما يسبح السقف من خشية الله ..
فقال المستأجر : نعم .. لكني أخشى أن يدركه الخشوع فيسجد .

- ركبت سيدة بدينة جداً الباص فصاح أحد الراكبين متهكماً :لم أعلم أن هذه السيارة مخصصة للفيلة ..
فردت عليه السيدة بهدوء :لا يا سيدي .. هذه السيارة كسفينة نوح .. تركبها الفيلة والحمير أيضاً ..

- سأل أحد الناس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فقال له : ما تقول في الغناء؟ أحلال أم حرام؟
فقال ابن عباس: لا أقول حراما إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حرام..
فقال: الرجل أحلال هو؟
فقال ابن عباس : ولا أقول حلالاً إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حلال..
فنظر ابن عباس إلى الرجل، فرأى على وجهه علامات الحيرة..
فقال له: أرأيت الحق والباطل إذا جاءا يوم القيامة، فأين يكون الغناء؟
فقال الرجل: يكون مع الباطل..
وهنا قال ابن عباس: اذهب فقد أفتيت نفسك ..

- كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه معروفا بالحكمة والرفق، وفي يوم من الأيام، دخل عليه أحد أبنائه، وقال له: يا أبت! لماذا تتساهل في بعض الأمور؟! فوالله لو أني مكانك ما خشيت في الحق أحداً..
فقال الخليفة لابنه: لا تعجل يا بني؛ فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، وحرمها في المرة الثالثة، وأنا أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدفعوه فتكون فتنة (أي أخاف أن أجبرهم عليه مرة واحدة فيرفضوه)..
فانصرف الابن راضياً بعد أن اطمأن لحسن سياسة أبيه، وعلم أن رفق أبيه ليس عن ضعف، ولكنه نتيجة حسن فهمه لدينه..

- طلب أحد الخلفاء من رجاله أن يحضروا له الفقيه إياس بن معاوية، فلما حضر الفقيه قال له الخليفة: إني أريد منك أن تتولى منصب القضاء. فرفض الفقيه هذا المنصب، وقال: إني لا أصلح للقضاء..
وكان هذا الجواب مفاجأة للخليفة، فقال له غاضبا: أنت غير صادق. فرد الفقيه على الفور: إذن فقد حكمت علي بأني لا أصلح!!..
فسأله الخليفة: كيف ذلك؟
فأجاب الفقيه: لأني لوكنت كاذبا- كما تقول- فأنا لا أصلح للقضاء، وإن كنت صادقا فقد أخبرتك أني لا أصلح للقضاء..

- في يوم من الأيام، ذهب أحد المجادلين إلى الإمام الشافعي، وقال له: كيف يكون إبليس مخلوقا من النار، ويعذبه الله بالنار؟!
ففكر الإمام الشافعي قليلاً، ثم أحضر قطعة من الطين الجاف، وقذف بها الرجل، فظهرت على وجهه علامات الألم والغضب..
فقال له: هل أوجعتك؟ قال: نعم، أوجعتني ..
فقال الشافعي: كيف تكون مخلوقا من الطين ويوجعك الطين؟!
فلم يرد الرجل وفهم ما قصده الإمام الشافعي، وأدرك أن الشيطان كذلك خلقه الله- تعالى- من نار، وسوف يعذبه بالنار ..

- جاء أحد الموسوسين المتشككين إلى مجلس الفقيه ابن عقيل، فلما جلس، قال للفقيه: إني أنغمس في الماء مرات كثيرة، ومع ذلك أشك هل تطهرت أم لا، فما رأيك في ذلك؟
فقال ابن عقيل: اذهب، فقد سقطت عنك الصلاة..
فتعجب الرجل وقال له: وكيف ذلك؟
فقال ابن عقيل: لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رفع القلم عن ثلاثة: المجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يبلغ ". ومن ينغمس في الماء مرارا - مثلك- ويشك هل اغتسل أم لا، فهو بلا شك مجنون..

- خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ذاهبا إلى بلاد الشام، وكان معه بعض الصحابة..
وفي الطريق علم أن مرض الطاعون قد انتشر في الشام، وقتل كثيرا من الناس، فقرر الرجوع، ومنع من معه من دخول الشام..
فقال له الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله يا أمير المؤمنين؟
فرد عليه أمير المؤمنين: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة! ثم أضاف قائلاً: نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله؛ أرأيت لو أن لك إبلا هبطت واديا له جهتان: إحداهما خصيبة (أي بها زرع وحشائش تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، والأخرى جديبة (أي لا زرع فيهما، ولا تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، أليس لو رعيت في الخصيبة رعيتها بقدر الله، ولو رعيت في الجديبة رعيتها بقدر الله؟!

- كان عبد الله بن المبارك عابدا مجتهدا، وعالما بالقرآن والسنة، يحضر مجلسه كثير من الناس؛ ليتعلموا من علمه الغزير..
وفي يوم من الأيام، كان يسير مع رجل في الطريق، فعطس الرجل، ولكنه لم يحمد الله. فنظر إليه ابن المباوك، ليلفت نظره إلى أن حمد الله بعد العطس سنة على كل مسلم أن يحافظ عليها، ولكن الرجل لم ينتبه..
فأراد ابن المبارك أن يجعله يعمل بهذه السنة دون أن يحرجه، فسأله: أي شىء يقول العاطس إذا عطس؟ فقال الرجل: الحمد لله!
عندئذ قال له ابن المبارك: يرحمك الله..

- تحدى أحد الملحدين- الذين لا يؤمنون بالله- علماء المسلمين في أحد البلاد، فاختاروا أذكاهم ليرد عليه، وحددوا لذلك موعدا..
وفي الموعد المحدد ترقب الجميع وصول العالم، لكنه تأخر..
فقال الملحد للحاضرين: لقد هرب عالمكم وخاف، لأنه علم أني سأنتصر عليه، وأثبت لكم أن الكون ليس له إله !
وأثناء كلامه حضر العالم المسلم واعتذر عن تأخره، تم قال: وأنا في الطريق إلى هنا، لم أجد قاربا أعبر به النهر، وانتظرت على الشاطئ، وفجأة ظهرت في النهر ألواح من الخشب، وتجمعت مع بعضها بسرعة ونظام حتى أصبحت قاربا، ثم اقترب القارب مني، فركبته وجئت إليكم..
فقال الملحد: إن هذا الرجل مجنون، فكيف يتجمح الخشب ويصبح قاربا دون أن يصنعه أحد، وكيف يتحرك بدون وجود من يحركه؟!
فتبسم العالم، وقال: فماذا تقول عن نفسك وأنت تقول: إن هذا الكون العظيم الكبير بلا إله؟!

- يروى أن رجلاً جاء إلى الإمام أبى حنيفة ذات ليلة، وقال له: يا إمام! منذ مدة طويلة دفنت مالاً في مكان ما، ولكني نسيت هذا المكان، فهل تساعدني في حل هذه المشكلة؟
فقال له الإمام: ليس هذا من عمل الفقيه؛ حتى أجد لك حلاً..
ثم فكر لحظة وقال له: اذهب، فصل حتى يطلع الصبح، فإنك ستذكر مكان المال إن شاء الله تعالى..
فذهب الرجل، وأخذ يصلي. وفجأة، وبعد وقت قصير، وأثناء الصلاة، تذكر المكان الذي دفن المال فيه، فأسرع وذهب إليه وأحضره..
وفي الصباح جاء الرجل إلى الإمام أبى حنيفة ، وأخبره أنه عثر على المال، وشكره ، ثم سأله: كيف عرفت أني سأتذكر مكان المال ؟!
فقال الإمام: لأني علمت أن الشيطان لن يتركك تصلي ، وسيشغلك بتذكر المال عن صلاتك..

- صعد عمر- رضي الله عنه- يوما المنبر، وخطب في الناس، فطلب منهم ألا يغالوا في مهور النساء، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يزيدوا في مهور النساء عن أربعمائة درهم؟ لذلك أمرهم ألا يزيدوا في صداق المرأة على أربعمائة درهم..
فلما نزل أمير المؤمنين من على المنبر، قالت له امرأة من قريش: يا أمير المؤمنين، نهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم؟
قال: نعم..
فقالت: أما سمعت قول الله تعالى: {وآتيتم إحداهن قنطارا} ( القنطار: المال الكثير)..
فقال: اللهم غفرانك، كل الناس أفقه من عمر..
ثم رجع فصعد المنبر، وقال: يا أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا في مهور النساء، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب فليفعل..

- سمعت امرأة أن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- لعن من تغير خلقتها من النساء، فتفرق بين أسنانها للزينة، وترقق حاجبيها..
فذهبت إليه، وسألته عن ذلك، فقال لها: ومالي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله..
فقالت المرأة في دهشة واستغراب: لقد قرأت القرآن الكريم كله لكني لم أجد فيه شيئا يشير إلى لعن من يقمن بعمل مثل هذه الأشياء..
وهنا ظهرت حكمة الفقيه الذي يفهم دينه فهما جيدا، فقال للمرأة: أما قرأت قول الله تعالى: { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}؟!
أجابت المرأة: بلى!!..
فقال لها: إذن فقد نهى القرآن عنه أيضا..

- تزوجت امرأة، وبعد ستة أشهر ولدت طفلا، والمعروف أن المرأة غالبا ما تلد بعد تسعة أشهر أو سبعة أشهر من الحمل، فظن الناس أنها لم تكن مخلصة لزوجها، وأنها حملت من غيره قبل زواجها منه..
فأخذوها إلى الخليفة ليعاقبها، وكان الخليفة حينئذ هو عثمان بن عفان- رضي الله عنه- فلما ذهبوا إليه، وجدوا الإمام عليا موجودا عنده..
فقال لهم: ليس لكم أن تعاقبوها لهذا السبب. فتعجبوا وسألوه: وكيف ذلك؟
فقال لهم: لقد قال الله تعالى: (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (أي أن الحمل وفترة الرضاعة ثلاثون شهرا).. وقال تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) (أي أن مدة الرضاعة سنتين. إذن فالرضاعة أربعة وعشرون شهرا، والحمل يمكن أن يكون ستة أشهر فقط)..

- مرض ملك مرضا خطيراً واجتمع الأطباء لعلا جه ورأوا جميعاً أن علاجه الوحيد هو حصوله على كبد إنسان فيه صفات معينة ذكروها له فأمر رجال الحكومة على فتى يسمى ابن دهقان توفرت فيه الشروط المطلوبة ..
وأرسل الملك إلى والدي الفتى وحدثهما عن الأمر وأعطى لهما مالاً كثيراً فوافقا عل قتل ولدهما ليأخذ الملك كبده وليشفي من مرضه ونادى الملك القاضي وسأله إذا كان قتل هذا الفتى حلالاً ليتداوى الملك بكبده ؟
فأفتى القاضي الظالم بأن قتل أحد من الناس ليأخذ الملك كبده ليشفى به حلالاً ..
أحضروا الفتى ليذبحوه ذبح الشاة .. وكان الملك مطلاً عليه فرأى الغلام ينظر إلى جلاده ثم يرفع عينيه الى السماء ويبتسم فأسرع الملك نحو الفتى وسأله متعجباً : لماذا تضحك وقد أوشكت على الهلاك ؟
قال الفتى : كان يجب على والدي أن يرحما ولدهما وكان يجب على القاضي أن يعدل في قضائه كان على الملك أن يعفو .. أما أبي وأمي فقد غرهما طعام الدنيا فسلما لك روحي والقاضي سألته فخافك ولم يخف الله فأحل لك دمي وأنت يا سيدي رأيت شفائك في قتل بريء .. ولكل هذا لم أر ملجأ لي غير ربي فرفعت رأسي إليه راضياً بقضائه فتأثر الملك من قول الفتى وبكى وقال : إذا مت وأنا مريض خير من أن أقتل نفساً زكية ثم أخذ الفتى وقبله وأعطاه ما يريد ..
وقيل بعد ذلك أنه لم يمضي على هذه الأحداث أسبوع حتى شفي الملك من مرضه !!

خلاصة الكلام :
إن مثل هذه الموهبة في الرد السريع وسرعة البديهة تحتاج إلى المزيد من الثقافة والصبر وطول البال كما يقال، فالتوتر والغضب هما المفسدة التي تعمي البصيرة وتلغي التفكير .




من فضلك .. شارك الموضوع إذا أعجبك

ضع تعليقا أخي الكريم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الموضوع السابق الموضوع التالي الصفحة الرئيسية

جميع الحقوق محفوظة لموقع أفكار ستغير حياتك ©2015-2016 | فهـرس الـموقــع | سياسة الخصوصية