100 100 100

علمني كيف أحاور أعطيك شمساً

اعلان
نضطر أن نكون في موقف محرج لا نعرف أحياناً كيف نخلص أنفسنا منه
ثقافة الحوار تحتاج لمهارة وإتقان وحسن تدبير
كيف أنقذ نفسي في مثل هذا الموقف ؟
كيف أظهر أني أعرف وأدرك تماماً الموقف ولا أظهر بمظهر الضعف ؟
كيف أتقن هذه المهارة مهارة الحوار لأكون مؤثراً وفاعلاً ومغيّراً ؟
كيف أؤثّر في الآخرين وأغيّر من مفاهيمهم بحواري وشخصيتي ؟
كيف يمكننا تطوير مهارتنا وتدريب تلامذتنا بهذا الفن ؟
تابع معي هذا المقال لتتقن هذا الفن الرائع ..

الأمر بسيط جداً , من خلال طرح مشكلة عملية ، تحتاج لأن يتحاور الأطراف فيما بينهم ، لتفادي المشكلة وأسبابها مستقبلا . ومن ثم سنطرح الحوار الذي نراه مناسبا لحل المشكلة ، ونحلله ، وندلل على أهميته من سيرة نبينا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.فعندما يقول لي شخص مثلا: أنت مخطئ ، أو أنت كاذب ، أو يتهمني بأي اتهام. فالرد عليه بنفس طريقته أو الدفاع عن نفسي بقول أنني لست كذلك , وهذا لن تفيد . والأفضل من ذلك الحوار. كأن أقول له مثلاوبدون غضب أو خوف: لماذا تعتقد أني كذلك؟ ما الذي رأيته مني لتحكم علي؟ بذلك يتحول الموقف إلى حوار وتوضيح بدلا من توجيه الاتهامات.موقف أخر. إن رأى أحدكم أخاه مثلا أخطأ في حق أبنائه. فعاقبهم بشدة لخطأ ما، من دون أن يتفاهم معهم. بإمكانك لأن تتحاور معه بدلا من أن تقول له: أنت مخطئ، أنت لا تعرف كيف تتعامل مع أبنائك، كان عليك أن تفعل كذا وكذا. فهنا أنت تركز على اللوم والاتهام بدلا من حل المشكلة. من الأفضل أن تقول له: يا أخي، في اعتقادك ما نتيجة ردة فعلك هذه؟ ما رأيك لو قلت لهم كذا وكذا؟ لو كنت مكانهم هل ترى أن تصرفك فصحيح؟
أسئلتك هذه ستجعله يستنتج خطأه. ويدعه يقول الحل بنفسه. فأنت بذلك تعطيه فرصة أكبر للتفكير في الحل. بدلا من التفكير في الدفاع عن موقفه عند اتهامك له بعدم معرفته أصول التعامل مع أبناءه.المواقف التي نتعرض لها يوميا، كثيرة جداً , فلنحولها إلى حوار . كيف ذلك ؟ أن تفكر بالأسلوب الأمثل الذي يجعل الطرف الآخر يكتشف خطأه بنفسه، ويحاول إيجاد الحل له، دون أن يؤثر ذلك على نفسيته.التطبيق ليس سهلا. لكن بإمكانك أن تطور هذه المهارة لديك، بالتعود على ممارستها، وسترى نفسك تتحسن في كل مرة.وتذكر نقطة مهمة : ركز على الجانب الإيجابي أكثر من التركيز على اللوم وتوجيه الاتهامات.ولو تعمقنا في المهج القرآني أو السنة النبوية ، سنرى أمثلة رائعة في فن الحوار، والفنون الأخرى الضرورية لاكتساب محبة الناس .رسولنا الكريم، عليه أفضل الصلاة والتسليم ، استطاع أن يدخل قلوب البشر، من رآه وحتى من لم يره . من خلال فن رائع هو الحوار .فمثلاً : موقف نرى فيه أسلوب رسولنا الكريم في الحوار، وكيف استطاع أن يبين للشاب خطأه، بأسلوب يختلف عما كان يريد الصحابة القيام به.حينما أتى إليه شاب فقال: ( يا رسول الله ائذن لي بالزنا ، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا (مه، مه) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ادن، فدنا منه قريبا , ثم جلس ,قال: أتحبه لأمك ؟ قال: لا والله، جعلني الله فداءك . قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم.قال: أتحبه لأختك ؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك . قال: والناس لا يحبونه لأخواتهم.قال: أتحبه لعمتك؟ قال: لا والله ، جعلني الله فداءك . قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم.قال: أتحبه لخالتك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم.فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده عليه وقال: "اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وأحصن فرجه". فلم يكن من الفتى بعد ذلك يلتفت إلى شيء ). رواه أحمد
ألم تلاحظوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يستخدم أسلوب اللوم أو العقاب، وإنما استخدم أسلوب الحوار والمناقشة، وطرح الأسئلة، ليدع المجال للأخر للتفكير في أمره. ولاحظوا معي هذه النقاط بالنسبة لهذا الموقف:
المجالسة، الرفق، الاحتواء، الحوار، السؤال، الاستماع، الاختيار، الذات، القناعة، الحوافز، الدعاء، واللمسة الأبوية.
حاول أن تجعل نتيجة حوارك إيجابياً ، فإن كانت كذلك ، فأنت تسير على الطريق الصحيح . أما إن كانت سلبية ، فعليك أن تحسن أسلوبك ، وتغير الطريقة التي تستخدمها.

أ . حسام حسن كيوان




من فضلك .. شارك الموضوع إذا أعجبك

ضع تعليقا أخي الكريم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الموضوع السابق الموضوع التالي الصفحة الرئيسية

جميع الحقوق محفوظة لموقع أفكار ستغير حياتك ©2015-2016 | فهـرس الـموقــع | سياسة الخصوصية