100 100 100

الذكاء الوجداني والقرن الواحد والعشرين

اعلان
لا شك أن معظم القضايا والمشكلات والنزاعات والحوادث التي تحدث بين أفراد الأسرة الواحدة أو بين أفراد المجتمع أو بين الأسر والجماعات داخل المجتمع أو بين المجتمعات، لا شك ان سبب هذا كله هو زيادة التوتر والانفعالات بصورة يصعب السيطرة عليها ،

وبالتالي قلة التفكير وعدم التحكم في هذه الانفعالات وخاصة السلبية منها "السيئة" بواسطة العقل وبالتالي يظهر لنا أهمية الذكاء الوجداني ودوره الإيجابي في السيطرة على هذه القرن ، والذي ا اشتدت فيه الصراعات النفسية سواء داخل المجتمع أو بين المجتمعات ، وما يتطلبه هذا الضبط من ذكاء وتفكير بصفة عامة والذكاء الوجداني بصفة خاصة ،

فزيادة هذا النوع من الذكاء لدى أفراد المجتمع يؤثر في ضبط النفس والانفعالات بينهم ، ويساعد في تحويل هذه الانفعالات السيئة من كره وبغض واحتقار وشوشرة وتدبير مؤامرات وغيبة ونميمة وإثارة الفتن وعدوانية .. الخ الى الانفعالات إيجابية من حب وتقديم المساعدات للمحتاجين وتقدم المساعدات للمحتاجين وتقدم واحترام وصدق وأمانة ، أي الى إعلاء وتسامي لهذه الانفعالات السيئة في صورة يقبلها المجتمع وتساعد في تقدم وازدهار هذا المجتمع وبالتالي إبداعه" والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس" .
وهذا ما أكده هنرى برجيسون 1932) بأن الإبداع هو انفعال أسمى من العقل,فالطابع الوجداني يضفي لونه على كل جهد عقلي يبذله الانسان ،

ولهذا فالذكاء الانفعالي هو جزء من الذكاء الوجداني .

من مكونات هذا الذكاء :
- الوعي بالذات أو الوعي بالانفعالات والمشاعر والأحاسيس والأفكار وهذا الوعي بالذات سماه " هوارد جداردنر" (1983) الذكاء الذاتي
- القدرة على السيطرة على انفعالاته بطريقة تنمي قدراته العقلية والوجدانية 0 كما في الحديث "ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"
فالذكاء الوجداني يجمع بين الانفعالات الشخصية والانفعالات في سياقها الاجتماعي ، فهو القدرة العقلية التي تعمل من خلال التفاعل بين الجانب العقلي والوجداني في الشخصية , لذا فالذكاء الوجداني أوسع من الذكاء الاجتماعي ويرجع الفضل في ظهوره الى "دانيال جولمان 1995" ..
ويرى كل من "سالوفي وماير" أن الوجدان يعطي الانسان معلومات ذات أهمية , هذه المعلومات تجعله يفسرها ويستفيد منها ويستجيب لها من أجل أن يتوافق مع المشكلة أو الموقف المتوتر بشكل أكثر ذكاء ,
فالوجدان يجعل تفكيرنا أكثر ذكاء ,

فالذكاء الوجداني يشمل :
القدرة على أدراك الانفعالات وتقييمها والتعبير عنها
والقدرة على فهم الانفعالات والمعرفة الوجدانية
والقدرة على توليد المشاعر والوصول أليها عندما تيسر عملية التفكير
و القدرة على تنظيم الانفعالات بما يعزز النمو الوجداني والعقلي ...

فالفرد الذكي انفعالياً أو وجدانياً يعتبر فرد أفضل من غيره في التعرف على انفعالاته وانفعالات الآخرين ولديه قدرة كبيرة على التعبير عن انفعالاته بصورة دقيقة تمنع سوء فهم الآخرين له ،
فعندما يغضب :
فإن لديه القدرة على عكس انفعال الغضب على ملامح وجهه وصوته ،
كما أن لديه القدرة على إظهار التعاطف مع الآخرين وفهم وتحليل انفعالاته كالتمييز بين الشعور بالذنب والحياء والحزن والغضب والشعور بالحسد والغيرة ,
كما أن لديه القدرة على السيطرة على انفعالاته بطريقة تنمي قدراته العقلية والوجدانية كتأجيل إشباع حاجاته ، وكبح جماح غضبه " لقيني ولا تغذيني"
فهل أعددنا إنسان القرن 21 الذي يتميز بهذا الذكاء الوجداني ؟ ..
وصدق الله العظيم إذ يقول في سورة الفرقان:
 " وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما"


د.ابراهيم محمد المغازي

من فضلك .. شارك الموضوع إذا أعجبك

ضع تعليقا أخي الكريم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الموضوع السابق الموضوع التالي الصفحة الرئيسية

جميع الحقوق محفوظة لموقع أفكار ستغير حياتك ©2015-2016 | فهـرس الـموقــع | سياسة الخصوصية